أخبار وطنية تنسيق معلوماتي تونسي- مصري حول المجموعات الارهابية بليبيا
قالت مصادر مطلعة إن الفترة المقبلة سوف تشهد مباحثات مكثفة بين مصر والجانب الليبى لتوفير إمكانيات فنية وتدريبية للقوات المسلحة الليبية، حتى تتمكن من مواجهة الإرهاب والتطرف المنتشر على مختلف اتجاهاته فى الوقت الراهن، خاصة بعد تمدد تنظيم داعش الإرهابى، بشكل غير مسبوق فى عدة مدن، خاصة الساحلية المواجهة لجنوب أوروبا وغرب مصر. وأوضحت المصادر فى تصريحاتٍ أن رفع كفاءة القوات المسلحة الليبية خلال الفترة المقبلة هى السبيل الأساسى لنجاح عمليات مواجهة الإرهاب هناك خلال الفترة المقبلة، وتدمير الجماعات الإرهابية المنتشرة، فى ظل وجود مئات الآلاف من قطع السلاح فى أيدى المواطنين، واستغلال بعض الجماعات المسلحة للفوضى التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية لتنفيذ أجندة "داعش" داخل الأراضى الليبية. وأكدت المصادر أن مصر فى الوقت الراهن تسعى للتنسيق مع الدول الأوروبية المشتركة مع الجانب الليبى فى سواحل البحر المتوسط، من أجل مواجهة تنظيم داعش الإرهابى والتعاون والتنسيق لتوجيه ضربات جوية مكثفة ضد معاقل التنظيمات الإرهابية هناك، التى انتشرت فى أربع مدن رئيسية هى درنة وسرت ومصراتة وترهونة، موضحة أن الجماعات الإرهابية المسلحة نجحت خلال الفترة الماضية فى تكوين معسكرات تدريب ومخازن للذخيرة والأسلحة، وتجهيز عربات "دفع رباعى" ووسائل نقل ودعم لوجستى، من أجل التدريب على قتال القوات النظامية وأساليب حرب العصابات، التى كانت تتبعها مجموعات تنظيم القاعدة فى أفغانستان، داخل المناطق الجبلية. وأشارت المصادر إلى أن هناك تنسيقًا أمنيًا ومعلوماتيًا مع العديد من الدول العربية المجاورة للأراضى الليبية مثل تونس والجزائر، من أجل تحديد الأهداف المراد توجيه ضربات جوية لها خلال الفترة المقبلة، وتبادل المعلومات حول مدى نفوذ عناصر تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، وحجم ما لديه من أسلحة ومعدات وقوات مدربة قادرة على المواجهة مع القوات النظامية. وأوضحت المصادر أن هناك تنسيقات أمنية لتنفيذ المزيد من الضربات الجوية خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع الدول العربية والأوروبية الواقعة على البحر المتوسط، وتنتظر القوات الجوية تدقيق المعلومات الاستخباراتية من الأجهزة السيادية حول الأهداف المراد قصفها خلال الأيام المقبلة، موضحة أن القوات المسلحة المصرية تحرص دائمًا على تنفيذ ضربات ناجحة ومؤثرة تنال من تجمعات تنظيم داعش الإرهابى، داخل الأراضى الليبية. من جانبه قال اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن التنسيق مع الدول الأوروبية المتضررة بشكل مباشر من إرهاب داعش فى ليبيا أمر فى غاية الأهمية، خاصة إيطاليا وفرنسا نظرًا لقربها النسبى من السواحل الليبية، لافتًا إلى أن المسافة بين مدينة طرابلس الليبية وإيطاليا لا تتجاوز 400 كم فى مياه البحر المتوسط، وكذلك العديد من المدن الليبية الواقعة على الساحل، الأمر الذى يعزز من قدرة إيطاليا على توجيه ضربات جوية مؤثرة ضد الأهداف الإرهابية هناك. وأشار اللواء قنديل إلى أن تونس تشترك فى حدودها الشرقية مع الجانب الليبى ولديها معلومات كاملة عن نفوذ الجماعات الإرهابية فى تللك المنطقة، ويمكنها لعب دور استراتيجى مهم فى الحرب ضد الإرهاب والتعاون مع مصر فى اجتياح معاقل داعش، التى باتت تهدد الأمن القومى العربى، وتمثل تحديًا رئيسيًا فى عمليات التنمية والاستثمار فى الشرق الأوسط. وأكد اللواء قنديل أن منطقة "واحة الكفرة" الواقعة فى جنوب طبرق تمثل تهديدًا للأمن القومى المصرى فى الوقت الراهن، لوجود الكثير من الجماعات المتطرفة فى تلك المنطقة، وقريبة بشكل نسبى من منطقة سيوة والواحات، داعيًا إلى ضرورة توجيه ضربات جوية مستقبلية فى منطقة الكفرة خلال الفترة المقبلة. ودعا اللواء قنديل إلى ضرورة تحديث المطارات الحربية الواقعة فى نطاق المنطقة الغربية العسكرية، من أجل الاعتماد عليها بشكل كامل خلال الفترة المقبلة فى توجيه ضربات مركزة ضد تنظيم داعش الإرهابى فى شمال ليبيا، بالإضافة إلى ضرورة رفع مستويات الاستعداد فى القوات البحرية المصرية لمواجهة التهديدات الأمنية وعمليات التسلل والتهريب عبر سواحل البحر المتوسط، وحصار نشاط الجماعات الإرهابية ومنع تسربها إلى داخل الأراضى المصرية.
المصدر: اليوم السابع